السجود هو الطاعةالمرتكز في الأذهان أن للمسجود وضع الجبهة على الأرض والانحناء و وضعها على شيء منخفض عنها والمراد منه بيان الخضوع والتذلل والطاعة المسجود له والإنسان المطيع لله ولأوامره هو ساجد في كل أحواله نائماً وقائماً وقاعداً وماشياً وقال الإمام الصادق (ع)(نوم العاقل خير من شخوص الجاهل ) و الإنسان الذي لا يخضع لله ولا يتذلل لله ولا يطيع أمر الله ليس ساجدا"وان وضع جبهته على الأرض فالسجود الحقيقي هو الطاعة والامتثال للأمر الإلهي وقال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظاً )فذلك هو إبليس (لع) لم يرفض السجود لله بل له سجدة ستة ألاف سنه لكنه رفض أنتكون قبلته في السجود لله آدم (ع)وقال تعالى (إذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا لإابليس أبى واستكبر )فإبليس (لع)استكبر على من نصبه الله فمن يستكبر على أي حجه من حجج الله فقد فعل كفعل إبليس (لع) فانظر اليوم إلى فقهاء أخر الزمان خطوا خطا إبليس (لع) لأنهم استكبروا على حجة الله وعلى التنصيب الإلهي فطاعة الله هي طاعة ولي الله لأنه المنصب منه سبحانه وقال تعالى (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء ...)(آل عمران 26)
لأنه الباب الذي منه يؤتى ومن أطاع غير حجة الله لا يزيده سرعة السير إلا بعدا"فانظروا إلى أنفسكم هل تمسكتم بوصية رسول الله (ص)عندما قال (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ًفهل تمسكتم بوصية رسول الله أم بقيتم على ما وجدتم عليه إبائكم أم أطعتم ساداتكم فأضلوكم الطريق ولكن الله يخاطبكم قال تعالى (وقالوا ربنا اطعنا ساداتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل )وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ)(المائدة 104)واتبعتم منهم كل صغيرة وكبيرة حتى الأمر العقائدي وهم الذين خالف فعلهم قولهم الم يذكروا في رسائلهم العملية ألا تقليد في العقائد فلم يتدخلون فيما لا يعلمون فعن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول اله عز وجل (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(التوبة 31) فقال أما والله مادعوهم لعبادة أنفسهم ولو دعوهم لعبادة أنفسهم لما أجابوهم ولكن أحلوا حراماً وحرموا عليهم حلالاً فعبدوهم من حيث لا يشعرون)الكافي ج2ص298
وعن أبي عبد الله (ع)قال : (من أطاع رجلا في معصية فقد عبده)الكافي ج2 ص298
فالإسلام والسجود واحد فالإسلام هو التسليم والتسليم هو الطاعة المطلقة فلابد أن تكون الطاعة لله سبحانه وطاعة الله بولي الله المنصب منه لا ممن نصبه الجهال فإنه ليس بمسلم من أعرض عن ألأمر الذي فرض الله المتمثل بحجة الله في أرضه وهو وجه الله الذي واجه به خلقه فبمعرفتهم يعرف الله وبالاستكبار عليهم وعلى كلامهم تكون ممن خسر الدنيا والآخرة وعن الإمام الرضا (ع)قال (أخبرني أبي عن أبائنا عن رسول الله (ص)قال :. من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس )وسائل الشيعة ج18 ص92وعن حسان عن عميرة عن أبي عبد الله (ع) قال (أمر الناس بمعرفتنا والرد ألينا والتسليم لنا ثم قال وان صاموا وصلوا وشهدوا أن لا اله الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا ألينا كانوا بذلك مشركين ) أصول الكافي ج2 ص399
وعن محمد أبن مسلم وعن أحدهما عليهما السلام قال ( أنا لنرى الرجل له العبادة وأجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه بذلك شيئاً فقال : يا أبا محمد أنما مثل أهل بيت كانوا في بني أسرائيل كان لأيجتهد احد فيهم أربعين ليلة ألا دعا فاًجيب وأن رجلا أجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فأتى عيسى بن مريم يشكو أليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال : فتطهر عيسى وصلى ثم دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل أليه (يا عيسى ان عبدي أتاني من غير الباب الذي أوتى منه انه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله ما أستجبت له قال : فألتفت أليه عيسى (ع) فقال : تدعوا ربك وأنت في شك من نبيه فقال : يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فأدع الله لي أن يذهب به عني قال : فدعا له عيسى (ع) فتاب الله عليه وقبل منه وصار في حد أهل بيته )